على ساحل البحر ، بمنطقة الشاطبي ، تطُل بناية ليليان ، كشجرة عتيقة ، مقطوعة الأغصان ، أكلت الرطوبة واجهاتها ، غسلت الأمطار نوافذها وشُرفاتها بضراوة ، هاجمت أعاصير البحر العاتية جدرانها . عاش بداخلها مُختلف ألوان البشر ، تناوبت عليها فترات الازدهار ، وفترات الضعف والانكسار، مر بها الزمن حتى شاخت ، وأيقن الجميع ، أنها لابد أن تُغير من جلدها ، لكنها ظلت صامدة ، تتهكم بصمت ، على الغُزاة الذين انحسروا تحت أقدامها ، وانطوت صفحاتهم إلى الأبد. بناها رياض باشا الأغا لفاتنته اليونانية ليليان ، التي هام بها ذات صباح ، فطوى حكاياته القديمة ، هرب بها إلى الإسكندرية ، وبنى لها تلك البناية الشامخة ، ذات التصميم المعماري الفريد ، الذي أبدعه المعماري الايطالي جياكومو السندرلوريا ، الذي مزج فيه بين الطراز الإسلامي والإيطالي.في مدخل البناية ، تجد جُدرانها مُزينة بالنقوش وتيجان الأعمدة ، ينتظرك المصعد الخشبي القديم ، كتابوت عتيق من الأبنوس ، بطوابقها الخمسة الشاهقة ، التي يَحوي كل طابق منها ثلاث شقق ، كانت سكنا للموظفين الأجانب ، الذين كانوا يعملون في البنوك وشركات الصرافة والمدارس الأجنبية ، بالإضافة إلى الطابق الأرضي ، الذي كان يحوي صيدلية الدكتور ميشيل اسكندر ، وحانة ديمتري ، ومطعم الخواجة باكوس.
Teslimat Maliyeti |
|
Mağaza Konumu |
İnceleme bulunamadı!
Bu ürün için yorum bulunamadı. İlk yorumu siz yapın!