"لو تعود المدينة بخوائها إلى الوراء، فإن الوادي سيعود مثلما كان قبل ارتحال "سبلو الغجري" إليه: مكاناً موحشاً، وملتقى للصوص الذين اتخذوا من كهوفه حصوناً لهم، ومخابئ تستعصي على الانكشاف! ستفته المدينة أيضاً، في فراغ جبالها ووديانها، ستشهر أذرعها العنكبوتية، وتزحف معلنة حربها الصامتة القاسية على فراغ مساحاتها. هنا تزدحم الوجوه، فيطل "+ الغجري" وزوجته "بهاج" ثم ابنتهما "هاجار"، يطل "عثمان أبو بركة" وزوجته وأولاده لا سيما "حامد" أصغرهم! يطلون جميعاً لا لأنهم يريدون بثّ ما لديهم عبر هذه الرواية، ولا لأنهم أول من أقام في فراغ الوادي؛ وإنما لأنهم كانوا مقدمة للحشود التي اتخذت من الوادي موطناً لها. في أحد الصباحات، خرج "سبلو" عن عادات الغجر الذين لا يحسنون الابتعاد عن بعضهم. لأمر ما ارتحل سبلو عن جماعة الغجر، فأعلن بذلك سابقة خطيرة تعزو باحتمال نتائجها، وحين أقام في الوادي، سافر لصوص المدينة ذات ليلة مفزعة، عزف لطيشهم وبأسهم، ولعن الموت مثلهم، لكنه لم يشاركهم غزواتهم على متاجر المدينة، وحظائرها: قبل عشرات السنين، لم يكن هنالك مكان اسمه "وادي الغجر"، ولم تكن هذه التسمية ممكنة، لأن حشود الغجر أقامت عند الأطراف الجنوبية للمدينة. كل ما هنالك أن بيتاً واحداً كان يقبع في سفح الجبل الشمالي، ويضم فيما يضمّ: "عثمان أبو بركة"، وزوجته "رحمة"، وأولاده الأربعة، وبناته الثلاث".ضمن هذه المناخات تدور أحداث رواية جمال ناجي "مخلفات الزوابع الأخيرة" لتحكي قصة مدينة ووادي سكنه غجر وحطوا ترحالهم فيه على أمل العثور على طمأنينة فيه. إلا أن الأمور تجري ضمن مجريات عدة، وتتشعب المشاكل وتتأزم الأحوال وتصل إلى حدّ إطاحة سكان الوادي الغجريين، في يوم من الأيام بجرافات عسكرت عند مدخل الوادي، فعلى الرغم من محاولة هؤلاء الغجريين خلع صفة الشرعية على الأراضي التي استوطنوها، إلا أن للدولة شأنها وتصرفاتها. يسوق الكاتب ذلك كله ضمن أسلوب شيق يجعل من قراءة روايته متعة تحثّ القارئ على ملاحقة أحداثها إلى النهاية.
Teslimat Maliyeti |
|
Mağaza Konumu |
İnceleme bulunamadı!
Bu ürün için yorum bulunamadı. İlk yorumu siz yapın!