تفرَّد بأسلوبه في مجموعة واحدة ,ولا أظنك تستعجل القراءة ، لأنّ الجمللها أبعادٌ في جميع الاتجاهات , لأنك تحتاج إلى حكم القيمة , في الدلالات والرموز ، تشعرك بخرير دم يحيى وهو يُعَمِّدُ كلماتهُ بالجرح العميق, الذي يجعل السماء تبكي, والأرض تمزق براقعها ، إذ لو رأى هذا العمل النور منذ كتابته لكان له شأن آخر ، فهو " أي العمل " طـَفقَ" يهرب بعيداً عن المباشرة والجملة العادية والأفكار تقترب من اليد ، فالكاتب عمدَّ شخوصه بحارة " الرميلة " وشوارع الرقة الطينية , ومن روحه ودفق دمه , جعل الفرات يبكي وهو يغسل أقدامنا من عوالق المدينة , ويجفف دمعنا , وأحياناً ينتحب حزناً علينا , فبالإضافة إلى الشفافية التي تمتطي خيولها البيض , هناك براءة طفولية , تجعلك أكثر استيحاءاً وأنت تتعايش مع المفردة فتعشقها , لم ينظر إلينا من أعالي السماء , بل شق عباءة الأرض مارداً إنساناً , ينطق المعرفة ويذمّ كل من كان جباراً عصيا ، هينة ٌ عليه اللغة يصوغها بشكل جميل , مستخدماً ذاكرته , لتكثيف الحدث , وتسليط الضوء على خلجات نفوس شخوصه ، هؤلاء المردة الذين قهرتهم الأرض ولم ترحمهم السماء , فزرعوا أصابعهم مواسم قمح لتطرح حَباً للأرض والناس ، لغة تجتاحك فلا تحيد عنها عمل متماسك (( الليل حيوان مفترس يمضي بشراسة نحو المدينة – الشوارع تحتضن الكلاب , والقطط الباحثة في تلك النفايات عن شيء تقتات به, المدينة مطرّزة بالسكون المولود من رحم الضجيج ))
Shipping Cost |
|
Shop Location |
No reviews found!
No comments found for this product. Be the first to comment!