كان الاختبار في بدايته، لم تمضي على توزيع الأسئلة سوى مدة ربع ساعة فقط حين دخل ذلك المارد لبناية المدرسة، كان يسود الأجواء صمت عام وهدوء وسكينة، حتى الهواء كان قد سكن لوجل الامتحان، فلم نسمع عبث دائرا ولا حفيف لأوراق الشجر، كأنَّ الكون كله كان منصتا لهمسات التلاميذ وهم يحاولن تفسير عقد الأسئلة، منصتا إلى ما يدور في أذهانهم من احتدام وتخاطر.... حينها هجستُ بأنَّ الحياة قد تجردت عن طبيعتها، توقفت عن ضجيجها، لا طير صدحَ ولا ريحٌ صَفرَ، لم نسمع جَلَبَة في الممر أو حِسّ دَوِيّ، أو صَخَب ما أو صَرِير باب أو صَرِيف أو ضَجيج كالتي تعودنا على زعيقها كل صباح، لم نسمع سوى عنعنة العجلات المسرعة وهي تمر في الشارع العام، تلك التي تكسر طوق ذلك الصمت بشيء من البله.
Shipping Cost |
|
Shop Location |
No reviews found!
No comments found for this product. Be the first to comment!