تحميل كتاب محاكمة عمر مكرم pdf العربية

رواية محاكمة عمر مكرم هي رواية خيالية ، تحكي قصة محاكمة لم تتم في الواقع وكان المتهم هو السيد عمر مكرم نقيب الأشراف في زمانه ، والذي كان يجلس في سكون وينظر بابتسام وإشفاق إلي الحاضرين ، فهو يعلم أنها محكمة خيالية لا وجود لها في الواقع وإنما تحدث في مخيلة بعض المصريين في العصور الحديثة والذين كانوا مندهشين من عدم توليه حكم مصر -لكونه مصريًا- بنفسه عندما أُتيحت له الفرصة لذلك من وجهة نظرهم وقام بتسليم السلطة لمحمد علي باشا وهو ألباني وليس مصري ، كما تخيل الكاتب أن من بين الحاضرين عدد من المؤرخين والمفكرين والرحالة والأدباء والمثقفين من المصريين وغير المصريين الذين تم استدعائهم كشهود ، فالمحكمة منعقدة في الخيال ، وفي الخيال يمكنك أن تلتقي بمن تريد من الأشخاص المشهورين عبر التاريخ وتتحدث معهم كما يروق لك وبأي لغة تريدها فأنت في الخيال يمكنك التحدث بأي لغة كما يمكنك استدعاء من تحتاج إليهم من المترجمين - إن المتهم المدعو السيد / عمر مكرم بن حسين السيوطي ، المولود في أسيوط إحدى محافظات مصر سنة 1168 هـ، والذي تعلم في الأزهر الشريف. والذي تولي نقابة الأشراف في مصر ، لم يتول حكم مصر بعد الإطاحة بخورشيد باشا الوالي العثماني في مايو سنة 1805 وقام بتسليم السلطة لمحمد علي باشا فقال القاضي للمتهم : - ما ردك علي الاتهام ؟ فتعجب السيد عمر وقال - وهل الاتهام هو عدم تولي حكم مصر ؟- - - لا أفهم ، فهل وصلني تقليد الولاية من السلطان العثماني وامتنعت ؟ ففهم القاضي والحاضرون أن السيد عمر لم يستوعب جيدًا بيان الاتهام ، ففكر القاضي قليلًا ثم سأل السيد عمر سؤال مباشر لا يحتمل التأويل كي ينهي هذه الفقرة من المحاكمة - هل حدث أن توجهت مع الشيخ الشرقاوي شيخ الأزهر وغيره من العلماء إلي محمد علي باشا وطلبتم منه 0أن يتولي حكم مصر ؟ - نعم قد حدث ذلك فابتسم القاضي كما لو كان قد حقق انتصارًا كبيرًا في المناقشة ثم قال - حسنًا لقد أقر المتهم فليتكلم الدفاع فقال الدفاع - لم يقر السيد عمر بما جاء في بيان الاتهام وإنما أكّد فقط وقوع حدث تاريخي معروف ، ومع ذلك أرجو أن يشهد بذلك أحد الشهود من المؤرخين الحاضرين فطلب القاضي من الشهود الكلام علي أن يدلي كل منهم بشهادته حول هذا الحدث وهكذا استمرت جلسة المحاكمة ، التي تم فيها استعراض لملخص سريع لتاريخ مصر وكيف أن المصريين لم يحكموا مصر قرابة عشرين قرن من الزمان ولماذا حدث ذلك ، وكيف كان تقييم تجربة الحكم عندما عاد إليهم ، وتطرق الحديث إلي ما حدث بعد ثورة يوليو 1952 وما آلت إليه الأوضاع فاعترض الإدعاء علي استجواب قادة يوليو ولكن الدفاع أقنع القاضي بضرورة تقييم التجربة وبعد أن تم النطق بالحكم وذكر الحيثيات انتهت المحاكمة التي لم تتم أصلًا في الحقيقة وإنما حدثت في الخيال