تمزق التاريخ الإسلامى فى بطون الكتب، وتفرق دمه بين القبائل، وتردد بين الشرق، والغرب، وحار بين المسلمين؛ وكل منهم يغوص فى أعماقه ليخرج لنا بما يريد أن يقوله من خلال التاريخ، فكما ظهر فى الدين الإسلامى من تاجر به، كثُر فى التاريخ الإسلامى أيضا من تاجر به؛ فأصبح تاريخا إنتقائيا يخدم أصحاب المصالح، وإضطرب التاريخ الإسلامى كذلك بين الصعود، والهبوط؛ فمن تجار التاريخ من تحدث عن الإنتصارات، ولايريد أن يتحدث عن الهزائم، ومنهم من تحدث عن الفتوحات، ولم يقترب من الإخفاقات، وعمليات الطرد، والإبادة للمسلمين فى أماكن كثيرة، عدا الكم الهائل من المعارك البينية التى إن لم تكن من أجل المذاهب؛ فهى من أجل السياسة، فما قامت دولة فى الإسلام إلا أهلكت، وأبادت الدولة الإسلامية التى قبلها، وقضت عليها قضاء مبرما لاهوادة فيه - فقد كان المسلمون أشد على أنفسهم من أعدائهم - وكأن تاريخ المسلمين يجب أن يكون خارج الإطار الأرضى، وكأنهم شعب الله المختار الذى لاينبغى له الهزيمة أبدا، ولاتجوز عليهم حوادث التاريخ كالذين إتخذوا عند الله عهدا، فلن يخلف الله عهده؛ كما فعل أهل الكتاب قبلهم: -"وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه" المائدة(18)..
Shipping Cost |
|
Shop Location |
No reviews found!
No comments found for this product. Be the first to comment!