الروح والجسد، الخير والشر، المرأة والرجل، معاني حياتية فلسفية تتقاطع عند منعطفات خطرة في شخصيات "الرواية" تأخذ تلك المعاني أبعادها المختلفة في وعي ولا وعي تلك الشخصيات (رستم، سميح، جمالات، كارمن، والفتاة) والفتاة، محور تلك الرواية، فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها، مجهولة الأب، وليس لها أسرة ولا شهادة ولا بطاقة مختومة، كتبت روايتها الأولى رغم أنها ليست بكاتبة، هربت تلك الفتاة إلى مكان بعيد لتكتب روايتها، لم تأخذ معها إلا حقيبة بها ملابسها وأوراقها، والجنين تحمله في أحشائها، سافرت إلى الشاطئ البعيد لتتقرب من البحر المفتوح، تنشد الفرار من ظلام الجدران، وقرار القبض والإعدام، أرادت أن تهب الحياة لطفلتها، وفي الليل حين تسكن الريح وتنام مياه البحر، ترقد الطفلة غير المولودة في أعماقها، غير معروفة النسب، مثل روايتها الأولى لا تعرف اسمها. كان الناس حول تلك الفتاة يعيشون في رعب، أكثر ما يرعبهم المجهول والأشياء غير المعروفة.وهكذا تمضي نوال السعداوي في سردياتها التي تميل كثيراً إلى الوصفيات، الهادفة إلى استثارة خيال القارئ للاندماج في الرواية إلى النهاية. دافعة ومن خلال تلك الوصفيات بأفكارها التي تثير عدة تساؤلات حول موضوع الأنثى وعلاقتها بنفسها وبمجتمعها، ودور المجتمع بعاداته وتقاليده في تسيير دفة حياتها. تستمر نوال السعداوي، كما في سابق رواياتها، في انتقاد المجتمع العربي وبالتحديد المصري، الذي يعطي الأهمية والأولية للذكر الذي يهيمن بأفكاره على الأنثى والمجتمع بصورة عامة. مثيرة في "الرواية" مشاكل عديدة، وإن كنت كقارئ معها في استدارجاتها النقدية الاجتماعية، أو سواء أكنت ضدها، فلن تملك نفسك من المضي في قراءة تلك الرواية للوقوف على ما استجد لدى الكاتبة الناقدة من أفكار.
Shipping Cost |
|
Shop Location |
No reviews found!
No comments found for this product. Be the first to comment!