سقط وضاح الحداد علي الرمل بثقل، رفع ذراعيه العضلتين، بدأ يجذب الخيمة المطوية الضخمة، يساعده عواد أبو مزمار الذي بدأ مبتسم السن، هو ضاحك وسعيد باستمرار، مكشوف الرأس، يلبس جاكته كاكي لها جيوب كثيرة، جيبه العلوي اليمين واسع تثقله وتجذبه إلي الأمام أشياؤه: علبة سجاير مارلبورو، ولاعة ذهبية كبيرة- من اين استولي عليها؟- ويطل منه منديل محلاوي كبير مربعات يبدو طرفه المتغضن غير تام النظافة.يعتلان الخيمة المطوية، يسقطانها علي الرمل بصوت هدة مكتومة. يذهب كل منهما إلي طرف يشده ويقيم عوجه. بينما آخذ رواد أبو رق، مدور الجبهة، عاقد الحاجبين بعكوف الاستغراق فيما هو بسبيله، يدق الأوتاد الخشبية القصيرة المتينة في المواقع التي يراها صلبة أو حجرية تحتمل الثقل الذي سوف توكل بعبئه، يسندها بصخور قوية جمعها بخفو من حول العربة الكارو، وقد رفع الحمار الفاره رأسه الضخم عالياً وصدر عنه نهيق عال متراوح متردد الجنبات، يحيى خفة الحمل الذي كان ملقى عليه.إذ أخذت الخيمة يشتد قوامها وتنبسط جوانبها العريضة وسقفها الواطئ، ظهرت من خلفها جماعة صغيرة خطفت عيني المخزنجي إذ يلمح خطوطها من بعيد، الملابس النسائية الملونة زاهية الخضرة تنسدل علي الأفخاذ المدكوكة والسيقان المخروطة، والأحزمة الحمراء العريضة تحيط ببطون هضمية.سوف يعرفهن المخزنجي معرفة الحميم للحميم. مانورة عين الليل، مدورة الوجه، مدورة الجسم، الملكة الغجرية فاحشة الجمال، فاحشة السطوة. ريم قمر القلوب، رقيقة رهيفة يعينين فاحمتي السواد ثاقبتين بالنعومة والحزن غير المبرر غير المفهوم، محاسن المطيباتية التي فاتها الحسن ولم تفتها المناغشة الدائمة كأنما تستغفر بها عن افتقارها لبهاء مانورة الساحق ووداعة ريم الآسرة، لواحظ نجمة الجماعة المتألقة، سوف ترقص وتغني للصبح. ومعهن، وعلي رأسهن، أم رضوان، العجوز الحكيمة عارفة الأسرار ومهيئة الأقدار.
Shipping Cost |
|
Shop Location |
No reviews found!
No comments found for this product. Be the first to comment!