الكتابة على نهد نخلة هي الجزء الثالث من ثلاثية الاعتم بن أبي ليل الظلامي.صدر الجزء الاول (البدايات) عن دار المثقف للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة ٢٠٢٠.وصدر الجزء الثاني (غواية غرف النون) و (الكتابة على نهد نخلة) عن دار بسمة للنشر الاليكتروني، المغرب ٢٠٢١.نقرأ في هذا الجزء الثالث والأخير:خطرّت على بالِ "الأيهم" الكثير من الخواطرِ، وهو يرّاقب إبنه الأيهم الصغير، فيما وقائع وذكريات حياته؛ تضمحل، وتذوب شيئاً فشيئاً، تحت وطأة التغييرّات المتسارّعة، التي اجتاحت "البلاد الأسيرّة" كسيلٍ هادر، جرف في طريقه كل شئ!فلم يبق من "الأميرّة القَّن" سوى طيفها؛ ووداعة عينيها، التي أورثتها للأيهم الصغير!.. فعينيه.. هي عينيها ذاتهما ببريقهما، الذي لا يخبو مهما تعاقب عليه الليل والنّهار، والوَقائِع والأَحْدَاث..ومهما اشتبكت الطيوف الليلية وتعارَكت، ومهما مضت السنوات تلو السنوات، فبريق الذّكرى يظل هو نفسه، ثابت في تلك اللحظة البعيدة!..لحظة رآها أول مرّة عند صديقه العطار "كبسور" النطاسي.. وكما رآها آخر مرّة، وهي تنزف بين ذراعيه وتفارق الحيّاة إلى الأبد!كان كل شئ لحظتها قد توقف!.. تيار الزّمن.. همس جريد "نخلة المخطوطة"، وهي تصارع ريح الخريف العجولة.. نقيق الضفادع في مجاري وخيران وبرك البلدة القديمّة، أصوات حشرّات الليل المبتل بالأسى.. الأهالي الذين أنهك صدورهم الضيقة الشخير.. المشاعل الخابية في تردد بطئ؛ والتي لا يزال هواء ما بعد المطر، يتلاعب بذؤاباتها.. الأشياء جميعها..كل شئ إلا بريق عيني القَّن، الذي استحال إلى عصفور صغير، وحلق يتبع ضوء قمر "اربعتاشر" الفضي.. حلق وحلق إلى أن غاب في الفضاء الرّحب، عائداً إلى حضن مصدرّه القمر في السماوات البعيدة!أغمض الأيهم عينيها بأصابع مرتجفة، امتزج فيها الدّم؛ بدموعه التي انحدرت دون توقف، ودواخله مشتعلة في مزيج من نار الحب والأحزان!..
Shipping Cost |
|
Shop Location |
No reviews found!
No comments found for this product. Be the first to comment!