رحمه الله، رأيتُ الحطيئة في ديوانه على الدوام ينشد المثل العليا ومكارم الأخلاق مِن كرمٍ وإقراء الضيف وسعي في الخيرات، ولا يمدح إلا حقًا وأبيات المديح لديه صادقة غاية الصدق، مثلما هي أبيات الهجاء!، وهو يأنف كل الأنفة من مدح وطلب نوال من يفتقد فيه هذه الخلال المثالية!، ولا يبدي اهتمامًا كبيرًا بالمال ويعطي لكل ذي قدر قدره .. فهو يقول في رجل غنيِّ لئيم النفس رغم أنه بعث معه – اتقاءً لهجو الحطيئة له – غلامه إلى السوق وأعلمه أن يشتري كل ما يشير الحطيئة إليه مهما يكن، فترك الحطيئة كل النفيس من الثياب الموشية الغالية ومر بها معرضاً عنها، وأشار إلى الخسيس والخشن من الثياب ليلقن هذا الغني درسًا: سُئلتَ، فلم تبخلْ، ولم تعطِ طائلاً فسيّان، لا ذمٌ عليكَ ولا حمدُ وأنتَ امرؤٌ لا الجودُ منك سجيةٌ فتُعطي!، وقد يُعدي على النائلِ الوُجْدُ.
Shipping Cost |
|
Shop Location |
No reviews found!
No comments found for this product. Be the first to comment!