"مخالب المتعة" عمل روائي جديد للأديبة المغربية "فاتحة مرشيد" تقدم فيه شخصيات مأزومة إجتماعياً ونفسياً تمثل نموذجاً لمجتمع ما بعد الإنفتاح في بلادها ...ففي حبكة روائية فريدة، يتخللها سرد فني مشوّق استطاعت الروائية أن تستولد في كل مرة شخصية جديدة تعكس حالة خاصة. نسجت خيوط الرواية أحداث كثيرة .. عبرت عن تلك الأحداث شخصياتها التي لعبت دوراً جوهرياً في تجسيد صورة المجتمع وتناقضاته ... بسلبياته وإيجابياته: التفكك الأسري – البطالة – الإنحراف الأخلاقي – الحب والعشق ، الخيانة، البحث عن المتعة.قضايا متعددة برزت في ثنايا هذه الرواية لتنسج لنا الأديبة قراءتها النقدية – الإجتماعية لواقع الحال الذي تعيشه فئات متعددة من المجتمع وتطرح في مكاشفة صريحة ونقد لاذع لقضايا تدخل في صميم سياسة الدولة التربوية – والتعليمية. فمن خلال شخصية "أمين" تبيّن لنا الكاتبة عدم وجود سياسة تنموية تقدم فرص عمل للخريجين وتأثيرات هذه البطالة على الشباب ونظرتهم إلى الحياة، ومشكلة الإختصاصات النظرية التي لا تؤهل الأفراد إلى سوق العمل "أمين" درس "التاريخ" وعندما تخرج من الجامعة وجد أن لا معنى لاختصاصه ولن يتمكن من الحصول على فرصة عمل، هذا الواقع المأزوم دفع الشخصية الثانية في الرواية "عزيز" إلى البحث عن طريق لا أخلاقية للحصول على المال. فيفضل أن يتزلف للنساء الثريات من الفئات الإجتماعية المترفة التي ينقصها الدفء الإجتماعي والعلاقة الحميمة مع الزوج فتجد ضالتها في شاب آخر. كذلك تسلط الأضواء على مسألة انحراف الفتيات نتيجة التفكك الأسري والزواج المبكر بهدف المال من خلال شخصية "ليلى" التي تزوجت برجل شيخ ثري ومقعد، ما أدى بها إلى البحث عن المتعة مع شاب آخر تغدق عليه الأموال.وهكذا برعت الأديبة في كشف الجانب الخفي والمعتم والسلبي في مجتمعنا العربي المعاصر والتناقضات الطبقية الصارخة التي آلت إلى تغيّر النظرة إلى القيم والحياة وأسلوب العيش، يقول أمين: "يبدو أنني شخت قبل الأوان، أعيش في عالم تم تجاوزه على كل الأصعدة، الدراسة، الشغل، والحب. عالم كل شيء فيه يُباع ويُشترى. مجتمع يحكمه الإشهار ..."."مخالب المتعة" عمل هادف يطرح قضايا هامة وراهنة، تنبه إلى الكثير من الثغرات والتناقضات التي يقع على الجميع عبء إصلاحها بدءاً من الدول، وصولاً إلى الأفراد، وضرورة إعادة بناء الشخصية الإنسانية بشكل جديد، تُحترم فيه المرأة والرجل معاً، وأن تكون العلاقة بينهما أسمى وأرفع من أن تُباع وتُشترى، هذا كله أدى إلى تغيّر النظرة إلى الحب والجنس والحياة، فلا بد من إعادة النظر وهذا ما أرادت "مرشيد" التعبير عنه ...
Çatdırılma Xərci |
|
Mağaza Məkanı |
İncələmə tapılmadı!
Bu məhsul üçün şərh tapılmadı. İlk şərhi yazın!